فصل: الشاهد السابع والتسعون بعد الخمسمائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.الصلح مع التتر.

ثم نهض السلطان من مصر سنة سبع وستين لغزو الإفرنج بسواحل الشام وخلف على مصر عز الدين ايدمر الحلي مع ابنه السعيد ولي عهده وانتهى إلى ارسوف فبلغه أن رسلا جاؤا من عند ابغا بن هلاكو ومروا نقفور ملك الروم فبعث بهم إلى فبعث أميرا من حلب لاحضارهم وقرأ كتاب ابغا نفقور تكفر في الصلح ويحتال فيما أذاعه من رسالته فأعاد رسله بجوابهم وأذن للامراء في الإنطلاق إلى مصر ورجع إلى دمشق ثم سار منها في خف من العسكر إلى القلاع وبلغه وفاة ايدمر الحلى بمصر فخيم بخربة اللصوص وأغذ السير إلى مصر متنكرا منتصف شعبان في خف من التركمان وقد طوى خبره عن معسكره وأوهمهم القعود في خيمته عليلا ووصل إلى القلعة ليلة الثلاثاء رابعة سفره فتنكر له الحراس وطولع مقدم الطواشية فطلب منهم إمارة على صدقهم فأعطوها ثم دخل فعرفوه وباكر الميدان يوم الخميس فسر به الناس ثم قضى جاجة نفسه وخرج ليلة الإثنين عائدا إلى الشام كما جاء فوصل إلى مخيمه ليلة الجمعة تاسع شعبان وفرح الأمراء بقدومه ثم فرق البعوث في الجهات وأغاروا على صور وملكوا إحدى الضياع وساحوا في بسيط كركو فاكتسحوها وامتلأت أيديهم بالغنائم ورجعوا والله تعالى أعلم.

.استيلاء الظاهر على صهيون.

كان صلاح الدين بن أيوب قد أقطعها يوم فتحها وهي سنة أربع وثمانين وخمسمائة لناصر الدين منكبرس فلم تزل بيده إلى أن هلك وولي فيها بعده ابنه مظفر الدين عثمان وبعده ابنه سيف الدين بن عثمان واستبد الترك بمصر وبعث سيف الدين أخاه عماد الدين سنة ستين بالهدايا إلى الملك الظاهر بيبرس فقبلها وأحسن إليه ثم مات سيف الدين سنة تسع وستين وكان أوصى أولاده بالنزول للظاهر عن صهيون فوفد ابناه سابق الدين وفخر الدين على السلطان بمصر فأكرمهما وأقطعهما وولى سابق الدين منهما أميرا وولى على صهيون من قبله ولم يزل كذلك إلى أن غلب عليها سنقر الاشقر عندما انتقض بدمشق أيام المنصور والله تعالى أعلم.

.نهوض الظاهر إلى الحج.

ثم بلغ الظاهر أن أبا نمي بن أبي سعد بن قتادة غلب عمه ادريس بن قتادة على مكة واستبد بها وخطب للظاهر فكتب له بالإمارة على مكة واعتزم على النهوض إلى الحج وتجهز لذلك سنة سبع وستين وأزاح علل أصحابه وشيع العساكر مع اقسنقر الفارقاني استاذ داره إلى دمشق وسار إلى الكرك موريا بالصيد وانتهى إلى الشويك ورحل منه لإحدى عشرة ليلة من ذي القعدة ومر بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم فأحرم من ميقاتها وقدم مكة لخمس من ذي الحجة وغسل الكعبة بيده وحمل لها الماء على كتفه وأباح للمسلمين دخولها وأقام على بابها يأخذ بأيديهم ثم قضى حجه ومناسكه وولى نائبا على مكة شمس الدين مروان وأحسن إلى الأمير أبي نمي والي صاحب ينبع وخليص وسائر شرفاء الحجاز وكتب إلى صاحب اليمن:
إني بمكة وقد وصلتها في سبع عشرة خطوة ثم فصل من مكة ثالث عشر ذي الحجة فوصل المدينة على سبعة أيام ووصل إلى الكرك منسلخ السنة ثم وصل دمشق غرة ثمان وستين وسار إلى زيارة القدس وقدم العساكر مع الأمير اقسنقر إلى مصر وعاد من الزيارة فأدركهم بتل العجول ووصل القلعة ثالث صفر من السنة والله تعالى أعلم.

.اغارة الإفرنج والتتر على حلب ونهوض السلطان إليهم.

كان صمغان من أمراء التتر مقيما ببلاد الروم وأميرا عليها فوقعت المراسلة بينه وبين الافرنج في الاغارة على بلاد الشام وجاء صمغان في عسكره لموعدهم فأغار على أحياء العرب بنواحي حلب وبلغ الخبر إلى الظاهر سنة ثمان وستين وهو يتصيد بنواحي الإسكندرية فنهض من وقته إلى غزة ثم إلى دمشق ورجع التتر على أعقابهم ثم سار إلى عكا فاكتسح نواحيها وأثخن فيها وفعل كذلك بحصن الاكراد ورجع إلى دمشق آخر رجب ثم مصر ومر بعسقلان فخربها وطمس آثارها وجاءه الخبر بمصر بأن الفرنسيس لويس بن لويس وملك انكلترة وملك اسكوسنا وملك نودل وملك برشلونة وهو ريدراكون وجماعة من ملوك الافرنج جاؤا في الاساطيل إلى صقلية وشرعوا في الاستكثار من الشواني وآلة الحرب ولم يعرف وجه مذهبهم فاهتم الظاهر بحفظ الثغور والسواحل واستكثر من الشواني والمراكب ثم جاء الخبر الصحيح بأنهم قاصدون تونس فكان من خبرهم ما نذكره في دولة السلطان بها من بني أبي حفص والله تعالى أعلم.